فضل صلة الرحم والتحذير من قطيعة الرحم
الحمدلله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم
عباد الله .. حديثي معكم اليوم عن عبادة من أجل وأعظم العبادات ومن أوجب الواجبات .. انها صلة الرحم أمرنا بها الإسلام الحنيف ووعدنا عليها الثواب العظيم في الدنيا والآخرة .. قال تعالى " إِنَّ ٱللَّهَ يَأْمُرُ بِٱلْعَدْلِ وَٱلْإِحْسَٰنِ وَإِيتَآئِ ذِى ٱلْقُرْبَىٰ" قال تعالى " وَٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ وَلَا تُشْرِكُواْ بِهِۦ شَيْـًٔا ۖ وَبِٱلْوَٰلِدَيْنِ إِحْسَٰنًا وَبِذِى ٱلْقُرْبَى" قال تعالى " وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا"
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " مَن كانَ يُؤْمِنُ باللَّهِ واليَومِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ، ومَن كانَ يُؤْمِنُ باللَّهِ واليَومِ الآخِرِ فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ" وصلة الرحم معناها مشاركتهم في أفراحهم وأحزانهم وجبر خواطرهم والإحسان إليهم وعدم مقابلة الإساءة بالاساءة ولكن مقابلة الإساءة بالإحسان ومقابلة المنع بالعطاء قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لَيْسَ الوَاصِلُ بِالمُكَافِئ، وَلكِنَّ الوَاصِلَ الَّذِي إِذَا قَطَعَتْ رَحِمُهُ وَصَلَهَا.." " وقال رجل يا رسول الله إني لي قرابة أصلهم ويقطعونني أحسن إليهم ويسيئون إلى أحلم عنهم ويجهلون على فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن كنت كما تقول فكأنما تسفهم المل" التراب الحار" ولا يزال معك من الله ظهير" يعني معونة واعانة" ما دمت على ذلك " .
ويكفي ان تعلم اخي المسلم ان الرحم تأتي يوم القيامة تشهد لك ان وصلتها في الدنيا وتشهد عليك إن قطعتها في الدنيا ..قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " وكُلُّ رَحِمٍ آتِيَةٌ يَوْمَ القِيامَةِ أمامَ صاحِبِها تَشْهَدُ لَهُ بِصِلَةٍ إنْ كانَ وصَلَها، وعَلَيْهِ بِقَطِيعَةٍ إنْ كانَ قَطَعَها "ويكفي الرحم شرفا أن الله سبحانه وتعالى شق لها اسما من اسمه فهو الرحمن وهي الرحم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " أنا الله وأنا الرحمن ، خلقت الرَّحِم ، وشققت لها من اسمي ، فمن وصلها وصلته ، ومن قطعها بتَتُّه "ويقول أيضا صلى الله عليه وسلم" إِنَّ اللَّه تَعَالى خَلَقَ الخَلْقَ حَتَّى إِذَا فَرَغَ مِنْهُمْ قَامَتِ الرَّحِمُ، فَقَالَتْ: هَذَا مقَامُ الْعَائِذِ بِكَ مِنَ الْقَطِيعَةِ، قَالَ: نَعَمْ، أَمَا تَرْضَيْنَ أَنْ أَصِلَ مَنْ وَصَلَكِ، وَأَقْطَعَ مَنْ قَطَعَكِ؟ قَالَتْ: بَلَى، قال: فذَلِكَ لَكِ " .. وصلة الرحم ثوابها عظيم في الدنيا والآخرة .. فهي سبب للبركة في العمر والرزق قال رسول الله صلى الله عليه وسلم" من سره أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أثره "يعني أجله" فليصل رحمه " .. وصلة الرحم من أعظم أسباب دخول الجنة ورضا الله عزوجل.
اقرأ أيضاً
لما سئل رسول الله عن عمل يدخل الجنة قال " تعبُدُ اللهَ لا تُشرِكُ به شيئًا وتُقيمُ الصَّلاةَ وتؤتي الزَّكاةَ وتصِلُ الرَّحمَ" .. وقال أيضا صلى الله عليه وسلم " إنَّ في الجنَّةِ غرفًا يُرى ظاهرُها من باطنِها وباطنُها من ظاهرِها .. قيل لمن يارسول الله؟ قال" لمن أطعم الطعام وافشي السلام ووصل الأرحام وصلي بالليل والناس نيام."
وفي أول موعظة قالها رسول الله صلى الله عليه وسلم في المدينة لما هاجر إليها قال" .. أيها الناس اطعموا الطعام وافشوا السلام وصلوا الأرحام وصلوا بالليل والناس نيام" .. صلة الرحم دليل على كمال الإيمان ورضى الرحمن وبها نسعد ويسعد بنا المجتمع .. ولقد أكد الإسلام على حقوق ذوي الأرحام تأكيدا بالغا .. قال تعالى" وَآتِ ذَا الْقُرْبَىٰ حَقَّهُ"
وجعل الإسلام النفقة على الأقارب من أوجب الواجبات وثوابها مضاعف .. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الصدقةُ على المسكينِ صدقةٌ وعلى ذي الرَّحِمِ ثِنْتَانِ صدقةٌ وصِلَةٌ ".
عباد الله .. إذا كان الإسلام قد أمرنا بصلة الرحم والإحسان إليها ووعدنا على ذلك الثواب العظيم في الدنيا والآخرة .. فإنه قد حذرنا من قطيعة الرحم والاساءة إليها وتوعد من يفعل ذلك بالعذاب الأليم في الدنيا والآخرة .. واعتبر الإسلام قطيعة الرحم والاساءة إليها من الإفساد في الأرض .. قال تعالى " فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ (22) أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ما من ذنبٍ أجدرُ أن يعجِّل اللهُ تعالى لصاحبه العقوبةَ في الدنيا، مع ما يدِّخر له في الآخرةِ مثل البغيِ وقطيعةِ الرحمِ" وقال أيضا صلى الله عليه وسلم" لا يَدْخُلُ الجَنَّةَ قَاطِعٌ رحِم ".
فاتقوا الله عباد الله واحذروا من قطيعة الرحم والاساءة إليها واعلمُوا ان من وصلها وصله الله ومن قطعها قطعه الله ...واكثروا من الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم .
"إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا "
