حب الوطن من الإيمان
بقلم: المفكر العربي الدكتور خالد محمود عبد القوي عبد اللطيف الجمهورية الجديدةمما لاشك فيه أن محبة الأوطان واجب كل إنسان، آمَن بالله ربا، وبالإسلام دينا، وبسيدنا محمد ﷺ نبيا ورسولا، فما شرع الحق – تبارك وتعالى- الجهاد إلا دفاعا عن العقيدة والوطن، حيث قال – تعالى-” قَالُوا وَمَا لَنَا أَلَّا نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِن دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا ۖ “…ففي الآية الكريمة دلالة على أهمية الوطن وأهمية الحفاظ عليه وعلى أمنه واستقراره والدفاع عنه.وفي السنة النبوية المطهرة، تحدث المصطفى ﷺ عن حب الوطن فقال في خطبته الشهيرة في حجة الوداع:”إنَّ دِماءَكُم، وأمْوالَكم وأعْراضَكُم حرامٌ عَلَيْكُم كَحُرْمة يومِكُم هَذَا، في شهرِكُمْ هَذَا، في بلَدِكُم هَذَا”، فقد حَمى ﷺ حقوق الأوطان في كل مجالاتها من النفس والمال والعرض.
إن حب وطننا مصر واجب على كل من افترش ترابها والتحف سماءها، فمصر هي كنانة الله في أرضه، فمن أرادها بسوءٍ قصمه الله -تعالى-، فقد ذكرها المولى – تبارك وتعالى- عدة مرات، ومن بينها قوله -تعالي- “وَقَالَ ادْخُلُوا مِصْرَ إِن شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ (٩٩) “سورة يوسف. فقد وعد الله – سبحانه وتعالى – مصر بالأمن والأمان الخالدَين والباقيَين إلى قيام الساعة.
إن مصرنا لها عظيم المكانة بين الأمم، فعندما فُتحت مصر في السنة العشرين من الهجرة قال عنها النبي ﷺ ” إِنَّكم ستفتحونَ مصر ، وهِيَ أرضٌ يُسَمَّى فيها القيراطُ ، فإذا فتحتُموها ، فاستَوْصُوا بأَهْلِها خيرًا ، فإِنَّ لهم ذمَّةً و رَحِمًا”فقد جاء في شرح الحديث أن إبراهيم، ابنُ نبينا محمد ﷺ كانت أمه هي مارية القبطية المصرية، وأن السيدة هاجر، أم سيدنا إسماعيل عليه السلام كانت من مصر، ففي هذا تصريح وتلويح بمحبة مصر وأهلها، ممايستوجب علينا أن نعرف قدرها ونحافظ على أمنها.
لقد مرت على مصر فترات عجاف وعبر عليها الإستعمار فما استطاع أن يفعل بها كما فعل في غيرها من الدول.
فمصر هي البلد الوحيد الذي لم يستطع الإستعمار أن يغير لغته أو هويته، ويرجع الفضل في ذلك إلى الله- سبحانه وتعالى- أولا، ثم الأزهر الشريف، الذي بزغ نوره في سماء أرض الكنانة، يجمع أبناء المسلمين من كل الأرض، ويبعث علماؤه إلى شتى بقاع الأرض، لينشر عبير الإسلام فيها.
يا مصر نادى المخلصون وكبروا لم تَجلى في سَماكِ الأزهرُ
من ألف عام بل يزيد ومجده في قمة التاريخ لا يتقهقر
صان التراث وصان دين محمد وبهديه يَنبُوعه يتفجر
يا مصر فيك حاضرةٌ دينيةُ ومددت كفك للذين تحضروا
يا مصر فيك النيل عذب سائغ لكن أزهرنا الشريف الكوثرٌ
بالعلم والإيمان ينشر هديه في العالمين وفضله لا ينكر
نادى وكم نادى وقال لأهله الدين يسر للحياة فيسروا
نادى وكم نادى وقال لأهله لاعنف لا إرهاب لا تتحجروا
نادى وكم نادى وقال لقومه
إن تنصروا رب البرية تنصروا