الذكرى الأولى لوفاة والدي وشيخي
رحلت عنا وتركت لنا مكارم أخلاقك وحسن سيرتك
محمود هيكل الجمهورية الجديدةفي مثل هذا اليوم منذ عام اعتمت الدنيا في وجهي، وخيَّم الحزن عليّ وعلى والدتي وإخواتي وأولادنا وجميع الأهل والأصحاب والجيران.. فاجعة عجزت أمامها الكلمات التي مهما كبرت عن ألم فرقاك ومهما ذرفت العيون دموعها ستبقى الحقيقة الخالدة «كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ» وأمامها لا نملك الا القول: «إنا لله وإنا اليه راجعون» لست أنسى وأنا أضع القلم أن أعزي والدتي الحبيبة التي تبكي عليك دائمًا، وقد رحلت عنها البسمة والضحكة، ولازالت تحتضن ملابسك وحذاءك وسبحتك وتنظر إلي صورتك وتقول: لا راد لقضاء الله.. "الله يرحمك ياعدلي"، وأسأل الله أن يمد في عمرها، كما أعزي نفسي المفجوعة واخواتي وأعمامي وكل الأهل الذين يعرفونك عن قرب وكثب، خصوصاً أحبابك ومُريدك التي أفنيت أعز أيام شبابك وشيخوختك من أجلهم .
يأبي لقد قضيت آخر سنه من عمرك، تتصارع مع المرض الذي ظللت تقاومه حتي آخر يوم من حياتك.. كنت جسدًا بيننا، ولكن كانت روحك مُعلقة بكلمة التوحيد وبذكر الله والصلاة علي سيدنا النبي صلي الله عليه وسلم وآل بيته الأطهار .. كنت في عز ألامك وتسألني عن أحوال الجمعية ، وتؤكد لنا علي رضي المساكين وجبر خواطرهم ؟
يأبي لقد رحلت منذ عام في أخر جمعة من شهر رمضان الماضي واحتضن تراب قريتك اخناواي ثراك الغالي أخيرًا.
يأبي رحلت وتركت لنا رصيداً كبيراً من حب الناس وتقدير الأهل والاقرباء والأصحاب ومُريدك ... يأبي لقد جاوزت هذه المحبة حدود محافظة الغربية ، فقد حضر واتصل أحبابك وأبنائك من الطرق الصوفية بجمهورية مصر ومن خارج مصر يقدمون واجب العزاء.
يأبي لم تكن تاجرًا أو صاحب مال وجاه، بل كنت صاحب يد نظيفة وقلب كبير تفزع وتسعى لمساعدة القريب والبعيد، فلم أرك ترد أحدًا حتى أثناء فترة علاجك بغرفة العناية المركزة ولم أعلم لك عدوًا أبدًا.
أبى الغالى أصلى وسندى مازلت على العهد والوعد مازرعته فى سيبقى حتى نلتقى فى الدار الأخرة أعاهدك كما زرعت وأكدت بأن يتسع صدرى إلى الكون كله حلماً وحناناً أن أعفو عمن ظلمني وأضرم لى نار حقده ، وأننا جميعا شركاء فى الانسانية نتفاضل بصفاء الروح وتقوى الله تعالي .
أبى أيها الغائب الحاضر إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا لفراقك يا أبي لمحزونون ولا أقول إلا ما يرضي الله، فجزاك الله عنا خير الجزاء، وغفر لك، أسأل اللهَ أن ينزلك منازل الأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً، وأن يرحمك رحمة واسعة انت وأموات المسلمين من عرفنا منهم ومن لم نعرف. اللهم أجزي أبي بالإحسان إحسانًا، وبالسيئات عفواً وغفراناً، اللهم ارحمه كما رباني صغيرًا، اللهم واجمعني به في جناتك جنات النعيم.
ابنك الذي لن ينساك
محمود عدلي هيكل