اختلاف الأفكار والمفاهيم في مجتمعنا
بقلم: محمود هيكل الجمهورية الجديدةفي مجتمعاتنا العربية، ولا سيما مجتمعنا المصري، جرت العادة أن يكون للمناسبة الاجتماعية العائلية اهتمام خاص، وجميعنا يحرص على وضع لمساته فيها، والمشاركة في تنظيمها معنويا، وماديا في أحيان كثيرة، والغاية، من ذلك تحقيق البعد الاجتماعي، والتواصل العائلي والعاطفي مع بعضنا البعض.. والمتعارف عليه أن الجميع يحرص على حضورها وعدم التخلف عنها مهما كانت المشاغل، وذلك رغبة في التواصل مع الأهل والأقارب ... ورغم أن المناسبات الاجتماعية لا تزال تتمتع بأهمية خاصة في الثقافة المصرية، إلا أننا نجد أن أغلب الذين يحرصون على الحضور فيها هم كبار السن، وهذا في حد ذاته يعكس مدى حفاظهم على العادات والتقاليد، ودوام المحبة والتواصل بين الأهل والأصدقاء.. بالمقابل نرى عزوف بعض الشباب، من كلا الجنسين، عن حضور المناسبات الاجتماعية، وغالبا ما يتعذرون بحجج واهميه وبأن لهم مشاغلهم الخاصة التي يعتبرونها في أحيان كثيرة أهم من تلك المناسبات. وبعضهم يستاؤن من الإزعاجات التي يمكن أن يتعرضوا لها أثناء حضور المناسبات، أو اعتبارها هدرا للوقت، أو بروتوكولا يمكن الاستغناء عنه، وغير ذلك من الحجج .
لكني أعتقد وعلى الأغلب والله أعلم، أن سبب عزوفهم عن حضور المناسبات الاجتماعية إلى الاختلاف في مفاهيم الترابط الأسري، ومدى فهمهم لأهمية بقاء أواصر العائلة والأقارب، وكذلك اختلاف الأفكار والمفاهيم من جيل إلى آخر.
في السابق كان الأهل والأقارب يمثلون كل شيء في حياة الجيل الشاب، بينما لم يعد الأمر كذلك حاليا...فالاختلافات الفكرية بين الأجيال، ووسائل التواصل الاجتماعي، أدت إلى تفاقم المشكلة.
فلابد من التركيز على دور الوالدين في تقوية أواصر التواصل في ما بين أفراد العائلة، وما الذي يجب عليها أن يفعلاه لجذب أبنائهم وبناتهم لحضور المناسبات الاجتماعية للعائلة وامتداداتها، وتنشئة الأبناء وتوعيتهم بالدور المهم الذي يلعبه أهلهم وأقاربهم في حياتهم...حتى لو كانت هناك بعض المشكلات بين الأقارب، فمن الواجب الابتعاد عن مناقشة الخلافات في حضور الأبناء.
اقرأ أيضاً
ولا يجوز أن ندع التطور التقني وما يطلق عليه بـ "زمن الإنترنت" يوسع الفجوة بين الأجيال من جهة، والأهل والأقرباء والأصدقاء من جهة أخرى.. المناسبات الاجتماعية والعائلية يا سادة ، التزام، وغذاء اجتماعي وثقافي وروحي.
والله الموفق