×
15 ربيع أول 1446
20 سبتمبر 2024
الجمهورية الجديدة
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير: مرتضى أبوعقيل
مقالات

الوهم العلمى وإنحطاط المجتمع

الجمهورية الجديدة

المجتمعات المتقدمة هى المجتمعات التى تنتج علماً والمجتمعات المتخلفة هى المجتمعات التى تعيش الوهم بأنها الأفضل وهى فى الأصل مجتمعات مستهلكة غير منتجة لأى شىء والعلم لديها صورة باهتة فقط لاغير، كمساحيق تجميل النساء ،فهى مجتمعات تكذب وفى نفس الوقت تتجمل بأدوات تجميل رخيصة تزيدها قبحاً.

الفرق كبير بأن تعمل على إنتاج جيل له خيال علمى يسعى بكل سُبل العلم المتاحة بتطوير خياله وتحويله لواقع وما بين أن تعمل على إنتاج أجيال تعيش الوهم بكل صوره فالوهم لا ينتُج إلا وهماً أكبر ، ولكن الخيال عندما يكون صاحبه ذو عقلية مشكلة علمياً فالناتج منه بكل تأكيد هو إبهار علمى عظيم ينعكس بعظيم الفائدة على كل مناحى الحياة.

فكل ما نشاهده اليوم من فساد فى الذوق العام وفساد فى الإدارة بكل صورها ، ناتج عن الظلم الذى يمارسه أفراد المجتمع على بعضهم البعض و منشأ هذا الظلم هو فى الأصل فساد العملية التعليمية بكل مراحلها وبالتالى أصبح الفساد يتربع على عرش المجتمع ويُديره ، فتغيرت المثل العليا وأصبح قاع المجتمع فى قمته فتحتطمت القيم تحت أقدام السفهاء من المجتمع وأصبح الإنحطاط والمنحطين هم من يشكلون المُثل العليا التى يقتدى بها الأجيال الجديدة .. وهذه كارثة لأن هذه الأجيال تنتمى لذاتها فقط وبهذا تبدأ الدول فى الإنهيار لأن قوالب بناء الدول و هم النشىء الحديث هشة لا يمكن الأعتماد عليها فى البناء.. فكأنك تنجب أطفال غير شرعيين من أم منحلة حملت سفاحاً فتضيع مدخرات السنوات وشقاء الأجداد وأجداد الأجداد ليرثه من يبدده هباءً.

الإنتماء هو حصيلة تعليم جيد وعلاج بكرامة وهذان البندان من أكثر البنود بهما تمييز، فهناك المدارس الخاصة والجامعات الخاصة و كلُ حسب مقدرته ولا عزاء للمدارس والجامعات الحكومية فحدث ولا حرج .. حتى المدرسين فى المدارس وأساتذة الجامعة يعتبرون أنفسهم موظفين يأخذون الكادر المادى والجودة فلا تستطيع أن تفرق مابين الحاصل على دبلوم تجارة ومابين الحاصل على الدكتوراه ..لأن الهدف هو الربح المادى وللوصول لهذا الربح المادى المرتفع نوعاً ما له متطلبات أخرى غير الثقافة والعلم وهذا نِتاج طبيعى لفقدان القيم المجتمعية والعقلية الجمعية الغير بناءة .

فالفقراء يُفترض فيهم أن لا يمرضوا لأنهم لو مرضوا لا علاج لهم داخل المستشفيات الحكومية التى فيها الأطباء لاحول لهم ولا قوة وحدث ولا حرج وظروفهم الإقتصادية السيئة ومرتباتهم المتدنية تنعكس سلباً على أدائهم المهنى.

حتى دور العبادة فالمصلين لا يتعاملون مع دور عبادتهم كما يجب فيعتبرها البعض منتدى يتجمع بداخلة من غلبه النوم من عناء العمل ومكان لقضاء الحاجة فى مراحيض المساجد و لا مانع من إفتراش الأرض داخل المسجد لتناول الغذاء ..

والأذان للصلاة أصبح عشوائى بأصوات غير لائقة ولا توجد مقاييس لمن يتولى مهمة إقامة الآذان كعذوبة الصوت على سبيل المثال فالأمر تُرك عشوائياً .

و أماكن العلم والبحث العلمى التى من المفترض أن تكون منتدى للمثقفين العلماء ستكتشف أن المعامل البحثية التى مفترض أن تكون بمواصفات خاصة تحولت إلى مكاتب مرصوصة بجوار بعضها البعض فلا فرق مابين الإدارى والباحث العالم ، و كأنه إعتراف ضمنى للباحثين وأساتذة الجامعة بأنهم مجرد موظفين فى الدولة...لهذا لابد من وقفة لنبدأ مرحلة الإنطلاق .

يجب عودة دوريات الشرطة السيارة لظبط مخلفات الشوارع التى أصبحت لا تطاق من كثرة الملوثات السمعية والبصرية ،ولابد من وجود جهاز إعلام أو على الأقل قنوات غير ربحية تثقيفية و منع إنتشار ما يطلقون عليها بالمهرجانات ومطربينها . وهذا لأن مرآة أى شعب هو فن هذا الشعب ونحن أصبحنا نصدر العفن الفنى لكل العالم ... فكيف لشخص مثل حمو بيكا ومجدى شطة هو نجوم الطرب اليوم ؟ من صنع هولاء ؟ ومن سمح لهم بالغناء ؟

فإن لم نتوقف قليلاً ونفكر ونبتعد عن فكرة التوافق مع هذا العبث سنصل حتماً إلى ما وصل له شخص لا أعرفه.. هذا الشخص تزوج من سيدة فى غاية الجمال والرقة وهذه السيدة ساعدته بعلاقاتها الثرية فى أن يصبح رجل أعمال كبير فأنجب منها سبع أولاد وبنات و لكن أصابه المرض وعجز عن العمل فطلب التحدث الى زوجته فبل وفاته بدقائق وقال لها " أنا بموت ولكن أطمئنى فقد تركت لكى ما يكفيكى أنتى والسبع أولاد وأنت سيدة جميلة إذا رغبتى فى الزواج بعد وفاتى فلكى مطلق الحرية وأنا راضٍ عنك كل الرضى، لكن كانت المفاجأة بأن صارحته أنها لا تستحقة وهو كان ونعم الزوج وأنها كانت بأس الزوجة التى خانت ومازلت وسوف تخون زوجها وأكملت عليه بأن أعترفت له بأن أولاده السبع ليسوا من صلبه وكل هذا أعتقاداً منها بأنها تريح ضميرها وهى أمرأة ساقطة لاضمير لها ... فسقط ميت مقتول مذهول مشلول .... ثم جفت دموعها بثياب زوجها و غطت وجهة و أنصرفت..

وهذه قصة من محض خيالى الخصب ولكن كل ما أخشاه أن نُصدم جميعاً بأننا فقدنا هويتنا مع الزمن.

لنا الله وعلى الله فيتوكل المتوكلون

الوهم العلمى وإنحطاط المجتمع

استطلاع الرأي

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار الأسعار بالجنيه المصري
عيار 24 بيع 2,526 شراء 2,537
عيار 22 بيع 2,315 شراء 2,326
عيار 21 بيع 2,210 شراء 2,220
عيار 18 بيع 1,894 شراء 1,903
الاونصة بيع 78,550 شراء 78,905
الجنيه الذهب بيع 17,680 شراء 17,760
الكيلو بيع 2,525,714 شراء 2,537,143
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى

مواقيت الصلاة

الجمعة 12:36 صـ
15 ربيع أول 1446 هـ 20 سبتمبر 2024 م
مصر
الفجر 04:15
الشروق 05:42
الظهر 11:48
العصر 15:17
المغرب 17:55
العشاء 19:12