قصر ثقافة طنطا العريق بين الواقع والمأمول
بقلم: محمد عوف الجمهورية الجديدةالأنشطة الثقافية وتنمية المواهب وتدعيم قصور الثقافة، تعد من أولويات واهتمامات الرئيس في ظل مبادرة حياة كريمة، لذا تبذل وزارة الثقافة والهيئة العامة لقصور الثقافة، جهداً كبيراً من أجل هذا، من خلال تطوير قصور وبيوت الثقافة المختلفة إيماناً بدورها المهم في الحفاظ على النشء والشباب من براثن الإنحراف سواء الفكري أو العقائدي أو الإجرامي فتعمل على توجيههم التوجيه الصحيح، إلا أن ذلك كله في واد والواقع الثقافي في محافظة الغربية في واد آخر، فهناك نحو ٣٤ موقع ثقافي على مستوى المحافظة تعاني من قلة الإمكانيات والدعم لدرجة تهدد بوقف الأنشطة بل بالفعل هناك مواقع مغلقة تماماً وهناك مواقع لا تعمل بصفة مستمرة وهو ما يؤثر على الخدمة الثقافية، الطامة الكبرى تلك الأزمة التي سوف تقضي على الأمل الأخير والمتعلقة بقصر ثقافة طنطا العريق والقديم والذي يعاني الإهمال الإداري والروتيني، فقد صدر حكم قضائي نهائي بتسليم إحدي الشقق لمالكها والمؤجرة كمقر إداري للقصر وينتظر حكم مماثل لشقة أخرى ليتبقى من القصر صالة المعارض فقط التي لا تزيد مساحتها عن ٣٠٠ متر ، والسؤال هنا كيف تستوعب هذه المساحة الصغيرة أنشطة متعددة يقدمها القصر لرواده ما بين مسرح وموسيقى وغناء وفنون تشكيلية وشعبية ونادي للأدب والسينما واحتفالات وندوات مختلفة لتوعية الرواد بكافة القضايا المجتمعية، كل هذا يتم وسط جو غير مناسب للقيام بالدور المطلوب على أكمل وجه ، وتظهر أزمة أخرى متعلقة بشحن عدادي الكهرباء والمياه، فقد تصادف أن شاركت مؤخراً في إحدى الفعاليات والندوات التي يقيمها القصر وكانت مقامة في شرفة المقر، فتعجبت ولفت ذلك انتباهي فلماذا لم يتم عقد الندوة في صالة الندوات، وكما يقال المثل إذا عرف السبب بطل العجب، والسبب انقطاع الكهرباء والمياه بسبب نفاذ الرصيد بكارت الشحن ولحين إعادة الشحن عن طريق المخاطبات الرسمية والروتينية اضطرت إدارة القصر لعقد الندوة في الشرفة في الهواء الطلق نظراً لشدة حرارة الجو.
والسؤال هنا هل يعقل أن يتم قطع هذين المرفقين الحيويين عن موقع ثقافي كبير بسبب الروتين وعدم شحن الكارت ويظل بلا كهرباء أو مياه لأسابيع مما يؤثر على كافة الأنشطة؟
وإذا كان التعامل مع المواقع الثقافية وروادها بهذا الشكل في محافظة عريقة قوامها أكثر من ٥ ملايين نسمة، فكيف تؤدي رسالتها على الوجه الأكمل، وأوجه رسالتي هذه إلى الدكتورة نيفين الكيلاني وزيرة الثقافة، والفنان هشام عطوة رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة، ونتعشم فيهما خيراً في أن ينظرا بعين الاهتمام والرأفة لهذا الكيان الثقافي الكبير، وأن يتم التوجيه بتخصيص مكان يليق بقصر ثقافة عاصمة محافظة الغربية، لإنقاذ ما يمكن إنقاذه أسوة بباقي المحافظات المجاورة والتي يقام بها مبنى كبير يضم مقر للمديرية ومقر لقصر الثقافة ومسرح فهل يتحقق حلم أبناء مدينة طنطا مدينة شيخ العرب؟