شيخ الطريقة الرفاعية لأبنائه: طريقتنا دين بلا بدعة وهمة بلا كسل وعمل بلا رياء ونفس بلا شهوة وقلب عامر بالمحبه

افتتحت مشيخة عموم الطريقة الرفاعية وشيخها الشريف طارق يس الرفاعي، للاحتفاء والاحتفال بمولد شيخها القطب الكبير الإمام أحمد الرفاعي رضي الله عنه وأرضاه. بحي القلعة بالقاهرة، حيث توافد أبناء الطريقة الرفاعية من كل محافظات الجمهورية والعالم الاسلامي وعدد كبير من أبناء الطرق الصوفية على مسجد الرفاعي لصلاة الجمعة والاحتفال بافتتاح مولد القطب الرفاعي ، الذي بدأ من اليوم الجمعة ويستمر حتى يوم الخميس القادم 1 فبراير 2024.

وتقدم الشيخ طارق ياسين الرفاعي شيخ الطريقة الرفاعية، وأبناء الطريقة المتواجدين بمسجد الإمام الرفاعي للاحتفال بمولده ومولد حفيد السيد علي أبو شباك، وعدد من شيوخ الطرق الصوفية وفي مقدمتهم الشيخ جابر الجازولي شيخ الطريقة الجازولية الشاذلية بمصر والعالم الاسلامي .

وقال الشيخ طارق ياسين شيخ الطريقة الرفاعية بمصر والعالم الاسلامي بأن الطريقة الجازولية الشاذلية وشيخها سالم جابر الجازولي هي أول طريقة تفتتح مولد القطب الكبير أحمد الرفاعي، من خلال حلقات الذكر داخل المسجد.

وأكد شيخ الطريقة الرفاعية، علي أن لآل البيت مكانتهم ومنزلتهم، التى وصى بها رب العزة، ووصى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونلتقي مع علم من أعلام التصوف الإسلامي، فالإمام الرفاعي له مكانته فى قلوب الكثير من الموحدين، وطريقته منتشرة فى ربوع العالم، ونحن إذ نلتقى اليوم فى رحاب مسجده، لا نلتقي من أجل أن نحيى ذكرى أو نجتمع لاحتفال، ولكن نلتقى لننتفع معا من سيرة الأولياء الصالحين ونتذكر سلوكهم ونقتدى بهديهم .

وأشار شيخ الطريقة الرفاعية،عن الإمام أحمد الرفاعي، وابنه على أحمد الرفاعي، الذي بنى من أجله هذا المسجد، وقال إنه كان مستجاب الدعوة، وروى أن الإمام أحمد الرفاعى حين كان يعيش فى الشام، حضر إليه ابنه "علي" اشتياقا له ولينهل المزيد من علمه، فقال له : "إن مصر أولى بك" وقد كانت مصر بالفعل أولى به إلى يوم الناس هذا، وجاءت الفاضلة خوشيار هانم والدة الخديوى إسماعيل، وأمرت ببناء هذا المسجد، لما رأته من كرامات تشبه المعجزات حول هذا الضريح الطاهر .

وأكد علي أن الإمام أحمد بن علي الحسيني الرفاعي، كان فقيه شافعي أشعري وصوفي عراقي من علماء القرن السادس الهجري، وأحد أقطاب الصوفية، وإليه تنتسب الطريقة الرفاعية، ويلقب بـ«أبو العلمين»، و«شيخ الطرائق»، و«الشيخ الكبير»، و«أستاذ الجماعة».

كان فقيهاً محدّثاً مُفسّرا وكان أعلم أهل زمانه، وكان يُضرب به المثل في التواضع والانكسار ولين الجانب ورحمة الناس وشفقته عليهم وقد وصفه الرافعي (محرر المذهب الشافعي) فقال: كان متمكناً في الدين سهلاً على المسلمين صعباً على الضالين هيّناً ليّناً بشّاً ليّن العريكة (أي سلسلاً)، وكان حسن الخلقِ كريم الخُلُق حلو المكالمة لطيف المعاشرة لا يملّه جليسه ولا ينصرف عن مجالسه الا لعبادة، حمولاً للأذى (بعض الناس في عصره كانوا يحسدونه ويكيدون له ومنهم من كان يفتري عليه)، وفيّاً إذا عاهد صبوراً على المكاره متواضعاً.

وأشار طارق ياسين شيخ الطريقة الرفاعية عن كرمات الإمام أحمد الرفاعي قائلا: تعلم الامام الرفاعي، مؤسس الطريقة الرفاعية، الفقه على مذهب الإمام الشافعي رضي الله عنه، فيما كانت أخلاقه وكراماته سببًا في التفاف الكثير من المؤيدين حوله، لتكون الطريقة الرفاعية من أكبر الطرق الصوفية في مصر والعالم الإسلامي وتعد الأوردة الخاصة بالطريقة: "الحمدلله والاستغفار والله أكبر ولا إله إلا الله"، كما أن الامام الرفاعي ، ترك لمريديه ومحبيه أورادا يتلونها بعد الظهر وبعد العشاء، وهي تسمى أوراد الصباح والمساء، كما أن هناك خلوة علمها شيخ الطريقة لأتباعه، تكون في شهر محرم من كل عام.

وللإمام الرفاعي أوراد وأحزاب، وكلها من القرآن الكريم، والأحزاب هي عبارة عن آيات من القرآن الكريم مضاف إليها أدعية، وهناك "الحزب الكبير" و"الحزب الصغير" و"حزب الستر" و"حزب المناجاة"، وهي بعض وليست كل أحزاب الإمام الرفاعي، التي لا تحصى وتقرأ هذه الأحزاب والأوردة في أي وقت، ومن أمثلة تلك الأحزاب "اللهم صل وسلم على نورك الأسبق.."، أو الحزب الصغير الذي يبدأ بأول سورة البقرة، وفي كل الأحزاب تكون هناك مناجاة للمولى عز وجل.

وأكد طارق ياسين بأن الطريقة الرفاعية تقوم على العمل بمقتضى ظاهر الكتاب والسنة، ثم أخذ النفس بالمجاهدة والمكابدة، والإكثار من الذكر، وقراءة الورد، وذلك وفق إرشادات الامام الرفاعي وتوجيهاته، مع ضرورة التسليم والانقياد له والانصياع لأوامره، وعلى المريد أن يتمسك بالكتاب والسنة ثم تعاليم الشيخ ويعمل بما قاله من الالتزام بالسنة، وموافقة السلف الصالح على حالهم، ولباس ثوب التعرية من الدنيا والنفس، وتحمل البلاء، ولبس الوقار واجتناب الجفاء.

ووجه شيخ الطريقة الرفاعية التحيته والشكر والتقدير لكل أبناء الطرق الصوفية الذين حرصو علي الحضور، وأوصى فى ختام كلمته بوجوب الرجوع إلى قوله تعالى "فَاذْكُرُونِى أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِى وَلَا تَكْفُرُونِ"، حتى تلين القلوب وتتعظ العقول، فلا تكون الدنيا أكثر همنا .