التأكيد على شرعية الاحتفال بالمولد النبوي الشريف .. عالم أزهري: النبي نهى عن كتابة الأحاديث فهل كتابتها بدعة؟

أكد فضيلة الشيخ حمدي الملاح من علماء وزارة الأوقاف وآمام وخطيب مسجد توكل بطنطا في احتفال بيت هيكل الرفاعي وجمعية نهر الخير لتنمية المجتمع باخناواي وأبناء الطريقة الرفاعية بالغربية بالمولد النبوي الشريف ، على شرعية الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، مستشهدًا ببعض الأمور التي حدثت بعد العهد النبوي وان اقرارها من العلماء والتابعين.
وفي توضيحه لشرعية الاحتفال بالمولد النبوي، قال الشيخ حمدي الملاح: ان قال أحدهم ان الاحتفال بمولد النبى بدعة ... فقل له: نهى النبى الصحابة عن كتابة الحديث الشريف قائلا : (لا تكتبوا عني ، ومن كتب عني غير القرآن فليمحه) فالتزم الصحابة الأمر ... وبعد 150 عاما جمع الأمام مالك احاديث رسول الله فى كتابه المعروف (الموطأ) وتلقته الأمة بالقبول.. فهل فى ذلك بدعة؟ أم مصلحة للأمة ؟ ...ثم بعد 200 عاما اخرج لنا البخارى ومسلم صحيحيهما وتلاهما علماء الحديث امثال الترمذى والنسائى وابو داوود وغيرهم ... اليس ذلك من مقاصد الشريعة؟

وتابع الشيخ حمدي الملاح، أن القرآن الكريم نفسه لم يتم جمعه فى مصحف واحد فى عهد النبى ..وبعد انتقاله إلى الرفيق الأعلى حدثت معركة اليمامة واستشهد العديد من حفظة القرآن ففكر الخليفة الراشد سيدنا ابو بكرالصديق بجمع القرآن وتم ذلك بالفعل حتى تم نسخه فى عهد الخليفة الراشد سيدنا عثمان بن عفان وتم توزيعه على الأقطار الأسلامية ليظل محفوظا فى الصدور وبين السطور.
ولفت الشيخ حمدي الملاح إلى أن الصحابة لم ينقطوا المصحف الشريف ولا شكَّلوه، ولا بينوا عليه علامات الوقف والتجويد، ولا ألفوا الكتب في علم القراءات، ولا نظَّموا المسابقات المحلية والعالمية في تلاوة القرءان الكريم، مضيفا: فهل يقتضي ذلك أننا نحب القرآن أكثر منهم؟! قطعًا لا، لكن برزت الحاجة إلى ذلك عندما كثر دخول الأعاجم في الإسلام وخشي عليه من اللحن والتحريف، واتسعت رقعة بلاد الإسلام بالفتوحات وقل القراء في بلاد المسلمين. وعندما قلت في القرون المتأخرة العناية بالقرآن الكريم وحفظه برزت الحاجة لمعالجة ذلك فاستحسن المسلمون تنظيم مسابقات محلية وعالمية في حفظ القرءان الكريم ترصد لها جوائز معنوية ومادية عظيمة تكون دافعًا ومشجعًا للأمة على زيادة العناية بالقرآن الكريم وحفظه.

وأضاف الشيخ حمدي الملاح أن الدافع الشرعي لعمل أمور لم تكن موجودة في عهد النبي ، هو الحاجة، ومصلحة العباد، ففى الآونة الأخيرة تحتفل مكة بغسل الكعبة وكسوتها كل عام وفى الحج يتم الطواف من الدور الثانى منعا للتزاحم وراحة للحجيج وهذا لم يكن فى عهد الصحابة.
وتابع الشيخ حمدي الملاح: نخلص من هذا أن الحاجة إلى إحياء سيرة النبي ، عند ذكرى ميلاده برزت عندما مرت قرون على انتقاله، وقل الذين يذكِّرون الناس به، وكثرت المشاغل عنه، وكثرت الفتن في أمته ،. وزاد التطاول على جنابه العالى من المبغضين للدين.
وأشار الشيخ حمدي الملاح إلى أن سييدنا أبوبكرالصديق وسيدنا عمر بن الخطاب لم يجمعوا المسلمين في صلاة التهجد ولم يؤلفوا كتبا للقضاء والفقه والحديث والتفسير والنحو والبلاغة وغير ذلك ..ولم يأمرا بأذانين للجمعة فلماذا نفعل ذلك الآن؟؟ فتركهم لا يعني حراما ولا ممنوعا ..تركوا لنا مصادر للشريعة تصلح إلى قيام الساعة ..الترك مباح والاستنباط من الدين والقياس من الدين وما أجمع عليه المسلمون فهو عند الله حسن ... والأمة لا تجتمع علي ضلالة .... فالامة اجمعت علي جواز ذالك فى اطار الشرع والآداب المحمدية .

وختاما، يقول فضيلة الشيخ حمدي الملاح من علماء وزارة الأوقاف وآمام وخطيب مسجد توكل بطنطا: كنت أتمنى من المعارضين للاحتفال بمولد الهادى صلي الله عليه وسلم أن يعارضوا فقط طريقة واسلوب الاحتفال على أن تكون فى الأطار الشرعى وتكون فى المسجد كما تفعل وزارة الأوقاف والأزهر الشريف وبعض الطرق الصوفية مثل أبناء بيت هيكل وطريقتهم الرفاعية ...وليس معارضة بالحكم على من يفرح بميلاده يكون مبتدعا.
وأضاف الشيخ حمدي الملاح: افرحوا بالمولد النبوي الشريف و لا تتركوا مجالا لشياطين الإنس أن يسرقوا من قلوبكم الحب و الفرح بسيدنا رسول الله ، فمن يريد أن يحتفل بمولده ، لا يحتاج إلى أدلة و إنما يحتاج إلى قلب شغوف قلب يلتهب ويحترق بحب المصطفى صلي الله عليه وسلم.