العائلة أغلى ما يملكه الإنسان
الجمهورية الجديدةإنّ مكونات المجتمع عديدة وكثيرة لكن اللبنة الأساسية والأولى لكل مجتمع هي الأسرة، إذاً كل أسرة بناء متكامل بحد ذاتها، وحسب مكنوناتها الثقافية والدينية ، إذاً سيكون لها دور بارز في تكوين المجتمع وتطوره وازدهاره، ولا نغفل دور كل فرد في استمرار الأسرة وبقاء أواصر الود والمحبة بينها، فإن لكل أسرة دورها في تمتين أركان المجتمع، وتثبيت أواصر الاتفاق والود بين أفراده ومكوناته المختلفة ... العائلة هي عالمٌ من الدفء والحبّ، وحضنٌ واسعٌ يمتلئُ بالصخب والضحكاتِ والابتسامات والكلمات والأسرار والدموع ... العائلة هي أغلى ما يملكه الإنسان؛ لأنّها وطنه الصغير الذي يأوي إليه في كلّ وقت، وهي السور المنيع الذي يستند إليه المتعبون فيُفرغون همّهم كلما أرهقتهم الحياة ... العائلة أكبر من مجرّد كلمة وأكثر من أن تحتويَها عباراتٌ صغيرة تصفها، وهي أعظم من مجرّد أشخاصٍ تجمع بينهم رابطة الدّم والقرابة، بل هي حبٌ ينبع من الأعماق بشكلٍ فطريّ لا يستطيع الإنسان أن يُفسّره أو يتخلّص منه أبدًا، لأنّ الإنسان بطبعه كائنٌ اجتماعي يُحبّ أن يعيش ضمن كيانٍ يحتويه، وهذا الكيان هو العائلة بكلّ ما فيها.
وتقعُ المسؤولية الكبرى في تكوين العائلة على الأم والأب، فهم الذين يستطيعون أن يجعلوا منها نموذجًا رائعًا في الحب والإيثار والتواصل، وهم الذين يستطيعون أن يربّوا أبناءهم على حبّ العائلة والانتماء إليها، فتنشئة العائلة النموذجية السليمة ليست أمرًا سهلًا، وإنما تحتاج إلى أبٍ واعٍ وأمٍ حريصة وأبناءً بارّين مُطيعين، فإن صلحت العائلة صلُح كلّ المجتمع؛ لأنّها اللبنة الأساسية فيه، والأساس الذي تقوم عليه، وإن كانت فاسدة فإنّ المجتمع سيكون فاسدًا؛ لأنّ العائلة هي المسؤولة عن أخلاق أبناء المجتمع وتربيتهم، وهي المسؤولة عن أفكارهم التي يكتسبونها، فإمّا أن يكونوا أسوياء أو متطرفين، لهذا يجب أن تقوم على أسسٍِ سليمة من الدّين والأخلاق الحسنة.
وللعائلة حقوقٌ كثيرة تفرضها رابطة الدم ويفرضها الدّين وتفرضها العاطفة، فالدّين جعل للعائلة حقوقًا كثيرة يجب على الفرد أن يُؤدّيها، بدءًا من حقوق الأم والأب إلى حقوق الأخوة والأخوات، وانتهاءً بحقوق العائلة الممتدة، حيث أمر الله -سبحانه وتعالى- بصلة الرحم التي تشمل أبناء العائلة، وهذا يدلّ على أنّ العائلة مهمة جدًا وأنّ أفرادها هم الأولى بالمعروف لأنّ الأقربين أولى بكلّ ما هو خير، ومن لم يكن فيه خيرٌ لأهله وعائلته فلن يكون فيه خيرٌ للآخرين أبدًا، ولا يشعر بأهميّة العائلة إلّا من عاش محرومًا منها.
إذاً العائلة هي الشجرة العظيمة التي تُلقي بظلالها على أبنائها وتمنع عنهم لهيب الأيّام وحرارة النوائب، وهي ذات الشجرة التي تُلقي بثمارها على أفرادها وتجمعهم على قلبٍ واحدٍ و"طبلية واحدة" وهي التي تجعل للكثير من الأشياء معنى، فالعيد دون عائلة يظلّ منقوصًا، والفرح دون عائلة لا يُعدّ فرحًا، والحزن بلا عائلة يكون أكثر ألمًا وشراسة، فالعائلة هي التي تُهوّن الصعاب وتجعل الحياة أكثر جمالًا وأكثر احتمالًا وأقلّ ألمًا.
والله الموفق
اقرأ أيضاً
- رضا حجازي: استمرار عمل محمود حسونة كمستشارًا إعلاميًا لوزير التعليم
- مجلس الأمن يصوّت على اختيار السنغالي عبد الله بيتالي رئيساً لبعثة الأمم المتّحدة للدعم ليبيا الاثنين المقبل
- اليمن: تضرر 650 أسرة بسبب الأمطار في حضرموت والحديدة .. وحالة وفاة واحدة وتشريد المئات من الحديدة
- إعلام ” القاعدة ” وصناعة الكذب
- الست الند ....
- بالصور .. جامعة الفيوم تستقبل طلاب الثانوية العامة بــ ٥ معامل لتنسيق ٢٠٢٢
- توجيه رئاسي بالكشف عن الأمراض للطلبة الجدد بالجامعات
- اختلاف الأفكار والمفاهيم في مجتمعنا
- آمال ماهر تنتهي من بروفة حفل العلمين
- ارتفاع الأسهم الأمريكية في نهاية تعاملات اليوم
- الجيش الأمريكى يعلن أول إصابة بجدرى القرود لأحد أفراد الخدمة